lundi 12 novembre 2012

موقفي من الشيوعية والراسمالية mon propos :le meilleur des mondes

بسم الله الرحمـــــن الرحيم
وصلى الله على جدي رسول الله

الشيخ الشريف الامام
المهندس الدكتور
السيد ولي الله التيجاني حموده
المطوي التونسي المغربي العربي المسلم

DOCTEUR INGENIEUR HAMOUDA TIJANI
Dr.H.T.

(لسبب ما أنش بعض المقاطع من عملي "نظام الملك" العارضلنظريتنا الماكرواقتصادية)
(فالله عز وجل اسال التوفيق والنجاح في الدارين)

في هذه الرسالة اقتطعت ما كتبته لك عن بعض الانظمة الاقتثصادية المعمول بها في عالم اليوم وموقفي منها بكل صراحة وشجاعة وباحقية وبدون خداع ولا نفاق وصدق مع الله عز وجل

(Consultez alors notre travail complet dans notre pdf "un monde organisé")

(فارجع الى كتاباتنا في كل مدوناتنا التي نستظهر فيها بعضا من علومنا )

والحمد لله رب العالمين

  
الدرج الأول
رداءة  التجميعية
le mal du collectivisme
ثم
بطلان دعوى الشيوعية

(وهذه مسائل داخلية بالنسبة إلينا .. والفلسفة ليست ملكا لأحد..مثلها مثل الديانات.. وإذا تعرضنا لبعض الدول الأجنبية بالذكر فإنما ذلك لكونها رائدة في ذلك الفكر الإنساني)
وقول ربنا عزوجل بين  وواضح :
1) لكم دينكم ولي ديني  ....... 2) لا إكراه في الدين
Sr.H.T.

1)
هل يمكننا القول بأن التجميعية قد فشلت بانحلال الاتحاد السيوفياتي سابقا، الوحدة القوية الاولى لنشأة هذا النظام الاقتصادي السياسي؟؟؟

و اذا كان الجواب بنعم، فلماذا؟؟

كان في نظر كارل ماركس منظر التجميعية أن الرأسمالية تحتوي على بذرة  انهدامها وانحلالها... ولكن و للعجب: فإن الواقع يدلل على أن الرأسماليــــة ما زالت تتجدد من حين لآخر.. و تجد  دائما حلولا لتتجاوز أزاماتها الخانقة والمتعددة والمتتالية...
    كما أن التاريخ يدلل على أن الاشتراكية قد قامت في دول متخلفة وليس كما تصور ماركس على انقاض دول رأسمالية..(والتي نحسبها متقدمة)
     و لم تنشأ التجميعية كجواب و حل لأزمة الرأسمالية و لكن ظهرت كمزاحم لها ومنافس و مصارع بدأ في أول الأمر رهيبا نوعا  ما.
    و مع ذلك فان هذه التجميعية لم تتماسك و لم تثبت في منشئها و منبتها  الأول ... و لم تعمر فيه أكثر من ثلاثة أرباع القرن تقريبا...
    حقا أن بعض البلاد غير الاتحاد السيوفياتي سابقا ما زالت متمسكة بالنظام التجميعي..و لكن أخرى و إن تمسكت به سياسيا فإنها تتركه اقتصاديا تقريبا.
    و ذلك لأن التجميعية في طي سرها  تنكر الملكية الخاصة لرأس المال  و وسائل الانتاج عامة..
     و أيضا لا ينبغي أن ننسى قانون السوق الذي لم تحترمه الأنظمة المستندة على هذه النظرية..و ظروف السوق.. و مسألة تحديد الأسعار حسب قانون السوق .. و الكامن في قانون العرض و الطلب.
     و هذا مخالف للطبيعة الإنسانية و القوانين الاقتصادية البسيطة.
     فإن الله عز و جل قد خلق الانسان و أودع فيه هذه الغريزة: ألا وهي حب الذات... وحب التملك... و في أولها الأكل والشرب و اللباس و السعي لسد هذه الحاجات الاولية.... و هي حاجات لا يمكن تجاوزها.. كما هي حقائق حيوانية لا مناص منها.
     و لما نقول تجميعية فإننا نقول اشتراكية ثم شيوعية.. و هما  المرحلتان المتواليتان للفكر الماركسي الكافر بالله ورسله وبالدين عامة.
   و ايديولوجية هذا أساسها الفلسفي :ألا وهو انكار وجود الله عز و جل، و انكار حقائق انسانية طبيعية في الانسان..هي فلسفة تحتوي على فنائها منذ نشأتها.. إذ هي فلسفة مريضة ..وغير مستقيمة.
    و نحن نعلم أن كل ما هو مادي فإن له أسسا خيالية فكرية.. و لكن  أساسيات الماركسية الخيالية أو الفكرية هي أساسيات خاطئة..لانها غير سليمة .. فهي مبنية على عقيدة كافرة بالله ومؤمنة بالمادة.. بينما ما المادة الا  كائنة محدثة و ليست مكونة ..  وهي فانية والله عز و جل هوالدائم.
     و وجود الله لا يختلف فيه عالمان..و انما يناقشه الجاهل.
     هذا أولا.
  ثم ثانيا:إن الملكية الخاصة هي غريزة انسانية حيوانية..فإن الأسد يحب أن تكون له لبوة..و الطفل يحب أن تكون له لعبته الخاصة به.. و الرجل  الكامل يحب أن تكون له أمتعته الخاصة به.
     و ليس ملكية بقرة و محراث أو قطعة أرض أو منزل أو سيارة فحسب بل أيضا ملكية وسائل الانتاج الأكثر خطورة..
       فلا الدولة وحدها هي التي لها حق ملكية هذه الوسائل..ولا الطغمة العاملة وحدها لها الحق في ذلك.. و هو أمر غير ممكن.. و لا الخواص لهم ذلك الحق المطلق لوحدهم .. بل هي في امكان كل من سعى إليها من جميع الأطراف...
    و هذا عيب اقتصادي في فكر التجميعية الاشتراكية..غير مغتفر.. و هذا ما أدى بها إلى الانهيار السياسي في الاتحاد السيوفياتي سابقا..مثلا.  و لم يكن انهيارها سياسيا فحسب، بل هو انهيار اقتصادي فاضح و هذا هو الاساس..و تقارير كبار مسؤولي تلك الناحية تدلل على ذلك منذ الستينات من القرن العشرين.
فصل
     صحيح أن الفكر لا يموت: مريضا كان أو سليما.. فإنه من أول قصة الآدميين على وجه الأرض : فهم ينقسمون الى ثلاثة أقسام:
-         مؤمنون بالله و رسله  و ملائكته و اليوم الآخر و الجنة والنار و القضاء و القدر خيره و شره...
-         و كافرون يكفرون بكل ذلك أو بعضه...
-         ومنافقون يبدون ما لا يخفون.
فصل
    ولسنا نناقض كارل ماركس في ثورته على الواقع الطبقي لمجتمعه ذلك النظام السائد في عصره وأرضه... فقد يكون محقا شيئا ما في سخطه على أصحاب رؤوس الأموال في استغلالهم للعمال.. و قد كان محاميـــا معتبرا عندي في هذا الموضوع .. و إن من يقرأ كتابه "رأس المال" يجد ذلك.. وغيره من كتاباته.. و لكنه لم يكن عادلا في أحكامه العقائدية... إذ أنه ثار حتى على فكرة الإله و الألوهية وتقول فلسفته بكون إنما الله فكرة ابتدعها الإنسان من ضعفه فنسب كل صفة جمالية لتلك الحقيقة فالانسان عاجز والله إذن قادر والانسان ضعيف والله إذن قوي الى آخره من فلسفته الركيكة البليدة.. فأنكر وجود الخالق.. الذي هو حتما واجب الوجود عقليا... كي لا نلتجيء الى مستوى الدين.. فثار علــــى المجتمع  و توقع له مجتمعا حيوانيا.. وهذا كله تطرف فكري.. إذ أنه آمن هو و أتباعه بالمادة  و  كفر بالخالق عزوجل. بل صرحت أتباعهم في  كتبها الرسمية بهذه الجاهلية الكافرة. Voir par exemple : « œuvres choisies »de v.lénine (début du volume).
         و أنظر أيضا كتاب ف.لينين :"الدولة والثورة" كي تعلم طرفا من التطرف الفلسفي عندهم ، لا كله:  
lire par exemple : L'Etat et la révolution : de V.LENINE
pour avoir une idée de la pensée marxiste-lénéniste.
           فأما أن نقول بقول الإمام الغزالي رحمه الله، أن البشرية تعود الى الجاهلية في آخر الزمان فهذا نعم. و لكن القول أن اصلاح المجتمع يكون بالميلان الى الجاهلية و الحيوانية: فهذا ليس حلا وليس اصلاحا... لان الاصلاح بناء  والجاهلية هدم.
    و ذلك أن الجاهلية و الحيوانية انحراف و مرض.. والسلامة و الصحة في العودة لله و الرجوع اليه و الاحتكام الى كتابه وقد أوضح الرب عز و جل في حق أهل الكتاب أنهم لو أقاموا التوراة و الانجيل لأكلوا من بين أيديهم و من تحت أرجلهم.. وهذه هي الغاية القصوى لكل مقتصد: ألا و هي العيش في الرفاهة و الازدهار.. و من أين لنا أن نأكل من بين أيدينا و من تحــــت أرجلنا؟؟
فصل
   و هذه عيوب غير مغتفرة للماركسية.. و ليست من واقع مجتمعنا المسلم الذي يؤمن بعدالة الحق عز و جل و يعتقد خالص الاعتقاد في وجوده..... و يسلم تمام التسليم بحكمته في تصريف الارزاق لخلقه.. و ابتلاهم بان يعطي غنيهم فقيرهم شيئا من رزقه..  و أن الناس عندنا درجات لا طبقات.. فمن الناس من يكون اليوم فقيرا ثم يصبح في الغد غنيا.. و اليوم مالكا لوسيلة الانتاج.. ثم يصير يوما آخرا هو و ابنه عاملا في معمل غيره...
      و تمّحى الفوارق بين الأغنياء و الفقراء بأداء الزكاة واعطاء العطيات من صدقات و منح و هدايا.. لأنه من الناس الحريص على الكسب  و منهم الكسول الخامل عن ذلك.. و مع ذلك لم يعاقب المجتمع المسلم المحروم بأن يزيد في حرمانه، بل إن الاسلام فرض للمحروم  نصيبا مقدّرا من مــــــال المنعم عليه.
      و أما الأيتام و المعاقون و العجز و غيرهم من الأنواع البشرية في المجتمع المسلم من الفقراء و المحتاجين فإن الاسلام خصهم بذلك الحق المعلوم في أموال القادرين على الكسب.. وهم زيادة على ذلك في رعاية الدولة المسلمة.
فصل
وكل همنا في هذه الفقرة – أي المدرج – هو التنظير الرياضي والاقتصادي لهذه النقط المعروضة أعلاه.. و بيان وجوب حساب الزكاة في شرط الميزان الاقتصادي العام..(أي جزء منها)... ثم توزيع الباقي على مستحقيه بعد تجميعه من طرف الدولة المسلمة أو بالكيفية المعهودة في أداء الزكاة عند المسلمين...فكما أن الدولة تبني سدا .. أو تشيد طريقا .. يساعدان على نمو الاقتصاد و تطوره......فكذلك فهي عندنا تمنح منحا لتلك الطوائف المعوزة في المجتمع  كي تساعدها على صعوباتها المادية فهي آنـــــــــــئذ تساعد على النمو الاجتماعي و الرفاهة العامة في البلاد.. و إذا نمى المجتمع ينمو الاقتصاد تبعا لذلك... و هذا فكرنا بكل بساطة و هذا ما تركه غيرنا من أهل الملل و النحل الأخرى...


2) ملحق أول لفصلنا هذا:
     و قد تحدث فقهاء الإسلام و أئمتهم في هذه المسائل: و أورد لك في هذا الملحق الأول، ما كتبه السيد الفاضل الفقيه الدكتور وهبة زحيلي في كتابه الضخم "الفقه الإسلامي و أدلته" في الجزء السابع صفحة 4974:ما هو نصه:
" وأما النظام الاشتراكي (...) فإنه يصادم ما استقر في فطرة الإنسان من حبه التملك الفردي، واستئثاره بثمرات جهوده التي يبذلها كاملة، و باضراره بمصلحة الإنتاج العام لانعدام روح المنافسة الشرعية، كما أن النظرية  الماركسية التي تجعل قيمة أي سلعة بحسب ما يبذل في انتاجها من عمل منتقدة أيضا، لأن عنصر العمل ليس هو العنصر الإنتاجي الوحيد، و إنما هناك عناصر انتاج  أخرى من طبيعة و رأس مال ،   لا يمكن ردها الى العمل. و كذلك مبدأ التوزيع القائل: "من كل حسب طاقته، و لكل حسب عمله" يخلق لونا جديدا من الطبقية: طبقة القيادة الحاكمة، و غيرها من الطبقات  كالتي تنشأ بين العمال مثلا بحسب اختلاف مواهبهم و كفاءتهم و نوعية العمل و درجة تعقيده : فيظهر مثلا الصراع بين العمال الفنيين و العمال اليدويين.
"و هذه الانتقادات دفعت الاشتراكيين في روسيا الى التزام جانب الاعتدال فاعترفوا بالملكية الخاصة بالاموال الاستهلاكية من ادوات منزلية و نقود و سلع و دخول ومدخرات متأتية من العمل و يحترم ميراث هذه الأشياء... كما أن الروس سمحوا بملكية خاصة لأموال الانتاج من طريق قيام مشاريع زراعية صغيرة خاصة بالفلاحين و مشروعات حرفية للصناع... وكذلك أجازوا للأفراد مزاولة المهن الحرة كالطب والكتابة والفن، و بالرغم من محاولات اصلاح هذا النظام و تدارك سلبياته و عيوبه، فلم يكتب له النجاح، حتى أدى أخيرا إلى سقوطه كنظام اقتصادي شامل في عهد جورياتشوف رئيس جمهوريات الإتحاد السوفياتي عام 1989م ،  في خطته المسماة بالبيروستيكا أى إعادة البناء و الاصلاح" صفحة 4975
1)      ملحق عـــ2ـــدد لهذا الفصل:
و تحدث السيد فتح الله ولعلو في تاريخ أسبق في كتابه "الاقتصاد السياسي" (مدخل للدراسات الاقتصادية)، عن بعض التناقضات في الدول الإشتراكية فقال:
" تعرف اليوم في كل الدول الاشتراكية مشاكل التسيير الاقتصادي منها ما هو متعلق بالاختيارات الاقتصادية ومنها ما هو متعلق بطريقة التخطيط و التسيير...
(1)            المشاكل المترتبة عن الاختيارات الاقتصادية: نتج عن الاختيارات الاقتصادية الكبرى:
-         انعدام التوازن بين الصناعة و الفلاحة نتيجة للتضحيات التي تحدثها هذه الاخيرة لصالح الاولى.
-         انعدام التوازن بين انتاج مواد التجهيز و انتاج مواد الاستهلاك نتيجة عدم اكتراث برنامج التنمية بهذه الاخيرة...
   - انعدام التوازن بين المداخيل و انتاج مواد الاستهلاك ذلك أن ارتفاع الدخل القومي ادى ظهور عدة حاجات لم يستطع العرض الوطني اتباعها.
 - انعدام التوازن بين المستوى التعليمي و التقني و بين انتاج مواد الاستهلاك ذلك أن ارتفاع المستوى الثقافي للسكان يؤدي بالضرورة الى ظهور  حاجات و رغبات جديدة...
  - ظهور فيئات اجتماعية لها  بعض الامتيازات المادية و المعنوية و المكونة من الاطر السياسية و الادارية و من مسيري المشروعات الاقتصادية و التي أخذت تفرض موضوعيا رغبات ذاتية على الاقتصاد...
 (2) التناقضات الناتجة عن طريقة التخطيط المركزي: ان طريقة التخطيط المركزي و التي تنطلق من قمة النظام الاقتصادي و لا تاخذ بعين الاعتبار اراء المنتجين على صعيد المؤسسات تؤدي الى خسارات اقتصاديـة  و اجتماعية كبرى ...." صفحة266
5       الملحق الثالث:
و مما وقع تحت يدي ما كتبه السيد الفاضل الدكتور عبد المنعم خفاجة في كتابه  "الاسلام و  نظريته الإقتصادية" هذه الكلمات الجميلة قال رحمه الله:
     " إن خطط الماديين في حرب الفقر لا ترتكز على فهم واضح لنظم المجتمعات الانسانية و لا ادراك عميق لطرق ازالة الفوارق بين الناس...و مع ذلك فإن الماديين في تبنيهم للدعوة الإلحادية، و في حربهم السافرة للأديان، لا يستطيعون أن يعملوا شيئا لتحقيق أهدافهم لانهم أضاعــــــــوا الحافز الأكبر للأغنياء في البذل، و هو عنصر الدين.
      " و من عجيب (الأمر) أن المادية و هي تناهض الأديان عامة، تفرض نفسها على أتباعها كديانة، لها كتب مقدسة من تاليف ماركس وانقلز، ولينين و ستالين، و لها هدف كبير هو فوز المادية و سيطرتها على العالــــــــــــم و الشعوب، و في سبيل  هذا الهدف تباح الوسائل وتحل الاسباب، و يجب على كل مادي أن يعلن الحرب على كل الديانات، لان الماديين يعتبرون الاديان مولدة لطبقات المجتمع و ضامنة لها البقاء، فيجب أن تزول حتى تتلاشى الطبقات و يبدأ الملكوت المادي الجديد"
   " إن المادية الجدلية الملحدة هي فلسفة الماديين و دينهم الجديد و يومن كل اتباعها بها ايمانا أعمى" صفحة 56


6       خاتمة هذا الفصل:
     اتفق إذن أهل الوسطية على رداءة التجميعيــة (collectivisme ) وتأخرها الفلسفي  ومنطقها المادي.. و كونها غير صالحة لاصلاح ما يفسد في المجتمع البشري.......لان الله عز و جل أنشأه بحكمته .. و جعل اصلاح كل انحراف يحدث فيه بحكمة الرسل و الأنبياء والأولياء والصالحين من العلماء... ...وبعثهم لنشر العدالة الربانية في المجتمع و الرفاهة الاقتصادية.. و قد أوضح الكريم  المنان أسباب السعادة الأبدية الدنيوية والاخروية في كتابه الكريم القران العظيم في أكثر من موقع ... وإني أسرد عليك مثالا لذلك مسببا للرفاهة  والرزق و الخير المعروض في سورة نوح : "بسم الله الرحمن الرحيم،  إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم (1) قال يا قوم إني لكم نذير مبين (2) أن اعبدوا الله و اتقوه وأطيعون(3) يغفر لكم ذنوبكم و يؤخركم إلى أجل مسمى إن  أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون(4) (.....) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11) و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا (12) ما لكم لا ترجون لله وقارا(13)  و قد خلقكم أطوارا(14) ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا(15) و جعل القمر فيهن نورا و جعل الشمس سراجا (16) و الله أنبتكم من الأرض نباتا (17) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا  (18) و الله جعل لكم الارض بساطا (19) لتسلكوا منها سبلا فجاجا (20)" صدق الله العلي العظيم.
    كما قال الله الحبيب الودود في سورة الملك "تبارك" في هذا المعنى الأخير: " ألا يعلم من خلق و هواللطيف الخبير(14) هوالذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور(15)" صدق الله و صدق الله ثم صدق الله العلي العظيم.



الدرج الثاني
-         رداءة الرأسماليــــة –
Le mal du capitalisme

01- صحيح أن الرأسمالية لا تعاكس كثيرا بعض الغرائز الحيوانية الموجودة في الإنسان .. و لكن عيبها أنها تبالغ في هذا الميل الحيواني عند الإنسان.
      وهو نظام مادي جدا.
      و النظام الرأسمالي هو نظام يستغل فيه الإنسان أخاه الإنسان بكل وقاحة.
      و هو نظام آلي جدا.
      و أيضا، يرتكز النظام الرأسمالي على جهاز البنوك.. بينما هذا الجهاز يعتمد على فكرة خاطئة جدا، ألا وهي فكرة الفائدة المطلقة على رأس المال  و هي عندنا ربا محضا.
       فكيف إذن نستوعب فكرة أن نضع  100  وحدة نقدية ثم نستخلص في آخر التمرين  108  أخرى   بدون مجهود مبذول ولا تعب و لا عرق جبين إلا   بمبرر الفائدة... على أساس أنها ثمن رأس المال عندهم؟؟ ..و قديما قيل عندهم :" الدراهم لا تلد الدراهم". ( مع كوني أعتقد جازما  أن في النقود مجهودا  مخبأ وهذا المجهود المخبأ في النقود أو يمكن أن يقام به ، هو سر نظريتنا وثورتنا النظرية التي نريد بها اصلاح الواقع الأقتصادي للعالمين مع احترام عقيدتنا الحنفية السمحة ، فتمهل علي  ولا تستعجل إنه عندي إن شاء الله العلاج والدواء لهذا الخلل بإذن الله تعالى)
      و هذا المبرر لوجود الرأسمالية  المالية.. والمرتكزة على أجهزة البنوك و الذي هوفي أساسه فكرة يهودية لاستغلال الاموال..و استعمالها عنـــــــــد التنقلات من بعد معين الى ما هو أبعد منه.
      و هذه الفكرة هي فكرة عملاقة .. ولكنها و للأسف هي فكرة مبنية على قاعدة غير سليمة شرعا.. لانها فكرة استغلالية... إذ هي في أساس مبناهـــا استغلال حاجة صاحب المال المتجول في الاقطار إلى نوع من الامـــــان على أمواله (و نفسه لما يلحق النفس من تلف بسبب المال)... فهي  تضمن لصاحب المال التجوال بلا مال في البلاد البعيدة اعتمادا على مال الضامن فيه و ذلك بمقابل  أن يأخذ أكثرمما يعطي..
      و على هذا المستوى من المعاملات لا نتفق في الفقه المالي بيننا و بينهم فهم أباحوا لانفسهم أن يأخذوا أكثر مما قدموا مقابل تلك الخدمة متجاهلين  أو ناكرين للمعروف بين الخلق و اتخذوها صناعة...فتركوا كل نشاط وحركة و قبعوا في المخازن يعدون الدرهم والدينار و المليون و المليار...و هذا كسل و ليس بعمل ... فحتى ولو شغلوا غيرهم هذا الشغل و اشتغلوا في أعمال أخرى فتبقى الحلقة منقوصة والتفكير غير سليم.. لأنه و الحق يعلمه الله، في غالب  الامر صاحب هذا التفكير هو انسان سلبي في الحركة الاقتصادية : فهو إما مقامر أو نعسان أو صاحب لهو و عبث...والله خالق البشر أعلم بحقائق الانسان..
     و الذي خلق الانسان يعلم ما يصلح أمره و ما يفسده .. فهو أول من يعلم أن الإنسان الذي صورناه هوانسان فاسد المزاج .. و الذي أفسد مزاجه هذا النوع من السيرة  في الاقتصاد..
     و لذلك حرم الشارع هذا النوع من التعامل.
     و سماه تعامل ربوي : لانه يأخذ و لا يقدم ... ويستغل و لا يرحم...و يستضعف و لا ينظر الا بعين واحدة لا ترى الا جانبا من الحقيقة....إنــــه الخير الذي لا يولد الخير إنما هو الخير الذي يجلب المنفعة من جانب واحد.. بينما الاقتصاد أخذ وعطاء ...   بيع وشراء ... تبادل و تعامل ...هـــــــو لب المعروف .. بل هو عين الرحمة...
     و لكن أين المعروف و أين الرحمة في التعامل الربوي؟؟؟
    فإذن هذه الفكرة الاستغلالية هي محرمة من الله الكريم العزيز في كتابه القويم الشريف لعلة يعلمها الله.. قد أكون من الذين وفقوا لبيان بعض أمرها أعلاه.. فهو العليم بالاسرار القائل في محكم بيانه في سورة البقرة من آخر ما أنزل من القران الكريم : " و أحل الله البيع و حرم الربا" (جزء من آية)
    و الربا حرام قليله و كثيره باتفاق علماء الأمة..و أجلة أئمتها.
   و هذا عيب كبير من جملة عيوب عديدة في الرأسمالية..  من جملتها آزماتها الإقتصادية المتكررة و المتعددة و المتتالية.. و إن كانت هي تستطيع أن تتجاوز آزماتها من حين لآخر ..و ذلك لا لحسنة فيها و إنما رحمة من الله بخلقه: إذ أنه كتب على نفسه الرحمة.. وأنه عز و جل يرزق الكافر و المومن على حد سواء ..  و أن الله يسقي حوت البحر و هي في الماء و يطعم ديدان الأرض و هي في جوف الارض.. هكذا لانه حكيم رحيم ودود..
     و هي تجد نفسها من حين لآخر بخير لأنها كما هو اسمها فيها هي اقتصاد السوق .. اقتصاد هذا مبناه لا يخيب كثيرا... لأن السوق حقيقة ربانية في الدين و الدنيا و في الاولى والاخرة و كما هو في الحياة فهو كذلك في الجنة .. 
    و هذا الواقع واقع السوق هو من الفطرة.. أي من الاسلام.... تفسده أهل الاهواء بالتحايل مرة و بالغش أخرى و الخيانة والرشوة .. لأن للسوق شروط أولها الميزان : وهذا هوأساس العدل.
      و لكن أين العدل وأين الميزان السليم في الذي يريد أن يأخذ ولا يعطي ؟
      فهل تسطيع الرأسمالية التخلص من عيبها الأكبر ألا و هو الاستغلال والربا؟؟
      فإذا لم تستطع أن تتنزه عن الفساد فهي رديئة و غيرصالحة جملة و تفصيلا.
    وزيادة على كل ذلك: هنالك عيب في التكوين الاجتماعي للرأسمالية إذ هي مادية جدا في تربيتها لمعتنقيها.
    و من أسوأ سيئاتها السياسية اعتقادهم أن "الغاية تبرر الوسيلة" .. إذ أنه ليست العبرة في النتيجة  فحسب و إنما أيضا الطريق والطرق الموصلـــــة لتلكم النتيجة، فينبغي أن تكون السبل الموصلة لها سليمة و طاهرة و نقية ومن الحلال.
    و التشتت في التركيبة الاجتماعية لاصحاب هذه النظم الرأسمالية، هو ناتج عن هذه النظرة المادية للأشياء... و تلك الإباحية المنكرة، إذ أنها حقا رهيبة و فظيعة جدا...و مؤلمة جدا...والفساد الاخلاقي للمجتمع الراسمالي : انه حقا رهيبا و فظيعا و شنيعا جدا... رشوة وغش ...و زنا .. و فواحش منكرة.. لا يرضاها الله و لا أولياؤه.. انه أمر فضيع و رهيب حقا..
    و هذا على عكس المجتمع المسلم: الذي هوبناؤه  بناء متكامل : سمح في معاملاته ...  سمح في تراحمه... سمح في أحكامه.. عدل في قوانينه ..اذ هو مبني على الرقابة الذاتية في الفرد المسلم: إنه الخوف من الله.. الخوف الذي يدفع كل خوف... اذ ان الفرد المسلم يعلم و يؤمن أن الله محيط به و ناظر اليه في كل أحواله و تقلباته.. وأن الله معه في كل مكان و زمان... و لذلـك فالفرد المسلم لا يخون و لا يغش و لا يزنى و لا يزور ... و إن حصل شيء من ذلك فإنما هو خطأ وذنب يستتاب منه فيتوب..
   و رغم كل ما بيناه أعلاه فإننا لا ننكر علم علماء أهل الغرب .. إذ أننا عنهم نأخذ.. و عنهم نتعلم في هذا الفن خاصة ... ولكننا نريد لقاحهم بعلمنا عسى أن نرد بعضا من جميل أهل الفضل منهم علينا عامة و علي خاصة..
  و في طي هذا المعروف الذي أسديه للأنسانية قاطبة فان كل همي أن أبين الحق و السلامة في فكرة أئمة المسلمين في الاقتصاد الاسلامي و نظريته العادلة بشيء من الرياضيات  البسيطة والتحاليل الاقتصادية الكاملة.. إذ أنه في رأيهم و نظرياتهم أن الزكاة هي فعلا  حلا اقتصاديا ناجعا وشافيا وكافيا لمشكلة اقتصاد الأمم المختلفة و المتنوعة.. إذ أنها تعدل الميزان بين الأغنياء والفقراء فتحدث عدلا اجتماعيا واقتصاديا لا مثيل له.. و تحل مشكلة الفقر في كل مجتمع آمن بهذه الفكرة النيرة و هذه الدبارة الربانية.. و تمحو الفوارق الاجتماعية بين عامة الخلق.وتكون حلا لمسألة الدورات الاقتصادية.
فصل
    فحتى كفرة القوم مثل ماركس في كتابه رأس المال صفحة 472 يحتج  بقولة عالم مقتصد الراهب النصراني السيد ج. أورتاس  وهو نمساوي عاشر القوم في القرن الثامن عشر كتب كشفا صحيا للمسألة التي نحن بصددها و التي نرى حلها في نظريتنا الاقتصادية،  فنقل عنه صاحب رأس المال  العبارات التالية :
G.ORTES . moine vénitien et un des économistes marquant le 18 s , croit avoir trouvé  dans l’antagonisme inhérent à la richesse capitaliste la loi  immuable et naturelle de la richesse sociale. Au lieu de projeter , dit-il « pour le bonheur des peuples , des systèmes inutiles ,je me bornerai à chercher la raison de leur misère...le bien et le mal économique se font toujours équilibre dans une nation.(…) : l’abondance des biens chez les uns est toujours égale au manque de bien chez les autres( …..)la grande richesse d’un petit nombre est toujours accompagnée de la privation des premières nécessités chez la multitude ,la diligence excessive des uns rend forcée la fainéantise des autres ; la richesse d’un pays correspond à sa population et sa misère correspond à sa richesse. »   MARX  : LE CAPITAL  ed 1969 garnier-flammarion , Paris
  *و لا  نواصل معه الفكر و النقاش في أراء فلاسفة الاقتصاد الرأسمالي ونظرتهم المبررة لاستغلال العمال..  لانه ليس هذا قصدنا .. ولكني أذكر القارئ الكريم بقولة الرسول الكريم " ان الله جعل عند أغنائكم ما يفيء  بحاجة فقرائكم"
     *  و تتبع كل فكرنا ستجد أن مبدأه ومنتهاه ما كتبه الرجل النصراني الذي  استشهد به ماركس هاهنا و الذي اكتشفته أخيرا
    *( وأما ماركس MARX فيتعرض للرجل النصراني كرجل دين يبرر لماذا تكون الرحمة بالاخرين فأنت تقرأ ماركس وأنت تعلم من هو ماركس في فلسفته الكافرة وكفره بالدين مع ذلك هو يورد خطاب هذا الرجل الراهب كحجة ضد الرأسماليين ...)
  *و الحق عند أهل الرحمة من المتدينين لأن صلب المجتمع لا يقوم الا بحافز فوق المادي ألا وهو الواعز الرباني و النداء السماوي.. فنحن لسنا مع من يعارضهم ماركس  من رجال زمانه الذين يرون أن الجواب على كسل العمال هوارهاصهم..و لا نقول بما قالته النصارى أن المبرر للرحمة هو ذلك الواقع الاقتصادي الذي تعيشه المجتمعات كما بينه عليه السلام في الحديث السابق الذكر " إن الله جعل عند أغنيائكم ما يفي بحاجة فقرائكم" .. بل إن الامر أكثر  جدية من ذلك:لأن أداء الزكاة ركن من أركان الاسلام و بالتالي شرطا للدخول للجنة و هي عبادة مالية يقوم بها المسلم كواجب لا من دواعي الرحمة فحسب إذ  هي كما رأيت أكبر من ذلك.. و أما الرحمة فيكفي أن تمد حبة عنب لمتسول لتكون من أهل الرحمة .. فالامر إذن أخطر من ذلك إذ بدونه لا يستقيم النظام الاسلامي للمجتمع المسلم.
فصل
  و باختصار فإن أئمة المسلمين بينوا و ثاروا و احتجوا و وضحوا العدل  الرباني في المسالة الاقتصادية كيف يجب أن تحل ( انظر مثلا السيد  الكريم زيدان ابو المكارم في محاولته علم العدل الاقتصادي ط أفريل 1974 القاهرة مكتبة دار التراث ..:الكتاب الذي ثمنته و اعتبرت قيمته وأنا ما زلت طالبا في كلية الحقوق)... غير أن أئمتنا الاجلة والموقرين لم يأتوا بماتيماتكا  يفرض رأيهم ويعرض فكرهم..و لا هندسوا أمثلة ماتيماتيكية- اقتصادية تروج فكرهم و تعلن الحق وضاحا.. لان   المثال الرياضي – الاقتصادي  كبيت شعر يذهب مثلا بين الامثال عند العرب فيقيم الحجة ويدحض  الخصم... و لذلك تراني أعرض عليك تكملة لهم . : ألا وهو هــذا الماتيماتيكا البسيطة و هذه الحسابات الاكثر  بساطة وهذا التحليل الاقتصادي في حساب الزكاة (والصدقة التطوعية) في الاقتصاد واعتبارها ركنا وشرطا في العدل الاقتصادي و الميزان الماكرو- اقتصادي .. كما ستراه إن شاء الله عز وجل...
    و لما أمرنا جد  و همنا صدق و حالنا عزم فإن تلك البساطات ترقى  بكأعلى مقامات العملقة  الفكرية  و أسمى درجات العقل وذلك  إذا كنت الرجل المرجو.
        02- ملحق أول لهذا الفصل المبارك إن شاء الله تعالى:
    تحدث السيد الفاضل الدكتور وهبة الزحيلي في كتابه الضخم "الفقه الاسلامي وأدلته "  عن هذه النقطة هكذا:
        " و قد انتقد هذا النظام (الرأسمالي) ،  كما تقدم، لأنه يؤدي إلى اختلال التوازن في توزيع الثروة بين الأفراد، و انقسام المجتمع إلى طبقتين: طبقـــــة الرأسمالية الاقطاعية ، وطبقة ذوي الدخل المحدود من العمال و الفلاحيــن وغيرهم، كما أن هذا النظام يؤدي إلى تركيز الثروة في أيدي فيئة قليلة مستبدة، و إلى انتشار البطالة ، و الاحتكارات الطبيعية والصناعية التي تتكون وتستغل المستهلك والطبقات الضعيفة..... " صص 4973 – 4974
03- ملحق ثان لهذا الفصل :
    كما تحدث السيد فتح الله ولعلو في المصدر المذكور أعلاه على تناقضات في هذا النظام وقال خاصة:
    " عدم انسجام النمو الاقتصادي داخل الدول الرأسمالية على صعيد القطاعات الاقتصادية و على صعيد المناطق الجغرافية وعلى صعيد الفيئات و الطبقات الاجتماعية" ص111
04- ملحق ثالث لهذا الفصل المبارك  :
 كما  كتب السيد الفاضل الدكتور عبد المنعم خفاجة في كتابه "الاسلام ونظريته الاقتصادية" كلمات جميلة ، انقل لك منها هذه الفقرة القليلة اللفظ ولكن الغزيرة المعنى:
     " و قد غلت الرأسمالية في تقديس المادة و جمع المال و عبادة الدره  و الدينار" ص 57
05- نهاية الفصل:
    خذ عني ما قال ربنا عز و جل في سورة التوبة: " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون(32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون (33) يا أيها الذين ءامنوا إن كثيرا من الأحبـار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، و الذيـن يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (34) يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى به جباههم و جنوبهم و ظهورهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"  (35)   صدق الله العلي العظيم
     و ماذا يمكننا أن نسمي هذه المخازن التي تكدس فيها أموال الرباويين  في العالم الرأسمالي و من نحا نحوهم ؟؟ أي هذه الصناديق و البنوك ؟؟ أليست هي التطور و التعصر لبيوتات أولئك الاحبار و الرهبان المنحرفون الذين قال فيهم العزيز الجبارقوله المرقم أعلاه ، طبعا بنوع من التحايل القديم الذي تطور في عهدنا الحاضر إلى صناعة كاملة المعالم .. كما سماها بذلك السيد النبيل "بول أنتوان سامويلسن " في كتابه الشهير "الاقتصاد" « l’économique »de P.A. SAMUELSON  ...
     و ليس العيب في البنك كبنك... و لا في الجهاز البنكي كجهازاقتصادي عملاق و رائع ... و لكن العيب كل العيب هو في تأسيسه على التعامل بالربا، ذلك التعامل المالي الذي حرمه الحق عز و جل.





الدرج الثالث
ماذا أريد قوله أنا؟؟؟؟؟؟؟
إن النظام الإسلامي و النظرية الإقتصادية الإسلامية  لجديرين بالاهتمام  و المحبة والتطبيق.... و إنهما لمن  الجدارة  و الجدوى  بمكان إذ همــا نابعان من كلام الله الكريم وتوجيهات الرسول النبي الأمي سيد العلمـــاء و الأولياء... و كما هو ناتج عن توفيقات الخلفاء الراشدين... و على رأسهم في هذا الشأن الخليفة العادل والامام الصارم أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه... و من قبله سيدنا أبي بكر الصديق عليه الرضا والرضوان القائل في شأن أهل الردة المانعين للزكاة : " و الله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم عليه" .. فهو الإمام الأول الواعي بأهمية هذا الركـــــن المهم في الاسلام ألا وهو الزكاة.
    و قد حلل علماؤنا الكرام منهج الإسلام الاقتصادي و على رأسهم :الإمام السيد الفاضل محمد باقر الصدرفي كتابه "اقتصادنا" و تكلم عدة علماء على الاسلام و اقتصادياته.. و قد وصلت الي كتب كريمة متعددة  لأئمة فضلاء  فيها شفاء لبعض ما في الصدر... و غيرها كثير لا أستطيــع ذكركل ما وصل الي فما بالك في الذي لم يصل الي مما كتبته علماء المشرق في هذا الموضوع جملة  ... و الحق لما كان علمي مبتدع لم يسبقني اليه أحد من المسلمين وأكثر اعتمادي على علماء أهل الغرب فسوف تجد ملحقا لفهرس مراجعي إن شاء الله و أكثرها مرجعا بالنسبة إلي هي كتب أهل الروم من فرنسيين و أنكليز، وأهل الأميركان من أمركا والكانادا... و قد لا أذكر إلا المهم منها في عملنا.
فصل
و أما علم الاقتصاد الذي نريد نحن إثراءه فهو علم حديث بالجملة..وهو عندي باب من أبواب الفقه الذي نصدره بفقه المعاملات..
      و هو كما هوعند بعضهم : " علم يبحث في الحركة الاقتصادية و دوافعهاو ما ينتج عنها...."' فيحاول فهمها وتفسيرها.. فهو اذن  علم يبحث في المعاملات بين الخلق..
و يحاول اكتشاف القوانين التي تسيرها..
فصل
و من المعاملات الاقتصادية الأخذ و العطاء بمقابل.. و منها الأخذ و العطاء بلا مقابل كالهدايا و المنح.. و منها عطاء فقط و أخذ فقط كالصدقة و الزكاة.
         و" الصدقة التطوعية والصدقة الركن أي الزكاة عند المسلمين"  هي من المعاملات الكلية أو الجملية أي  الماكرو- اقتصاديــــــة فهي عامل جاري كلي un flux macroéconomique  يحدث على رأس كل حول بالنسبـــة  للزكاة و في كل حين بالنسبة للصدقة التطوعية..فتكون دخلا لخلق كثـــــير من الناس..ونفقة معتبرة لجم غفير منهم.
    و بهذا أردنا أن نثري علم الاقتصاد العالمي بمحاولتنا تحليل هذا "السيل" أو "السيلان"  - flux – الماكرو – اقتصادي ... وما قاربه من العوامل....و ادخاله  في الحسابات الكلية لاقتصاد الأمم.
            و هذه محاولتنا..أسأل الله عز و جل التوفيق فيها ونفع الخليقة بها.
فصل
و لا يذهبن بك الظن أننا سنعرض لهذه المسألة من الجانب الفقهي و قد أشبعه الشيخ  الدكتور يوسف القرضاوي عليه الرضوان في كتابه "فقه الزكاة" درسا و تحليلا..و غيره  من العلماء كثيرين..  ولسنا نريــــــد التعرض لمسامحها و فضائلها وكونها حلا اقتصاديا لمشكلة الفقـرو عدلا اجتماعيا في توزيع الأرزاق و كونها علاجا ناجعا لمسألــة الأزمات الاقتصادية المتداورة les cycles économiques  و كونها هي الجواب الذي يبحث عنه أهل الغرب في تقليل الفجوة بين الاغنياء والفقراء و بتعبيرهم هم: كيف يمكن قسمة "الكسرة" على أبراج متقاربة. فحسب... و انتهى الأمر..
   و لكنني أدرسها بإذن الله تعالى من الجانب العلمي البحت: و ذلك على أساس كونها تمثل :
              "سيلا اقتصاديا" = un flux économique 
في البلاد الاسلامية ... و هذا أمر يجب بحثه و درسه و عرضه من هذه الناحية العلمية.
     و إذا اعتبرنا الصدقات التطوعية عامة كسيل اقتصادي، يصبح حتما بحثنا يشمل كل بلاد العالم قاطبة متقدمها و متخلفها...وليس المجتمع العربي أو الاسلامي فقط بل كل العالم.
      و هذا قصدي وبالله أستعين وإياه أعبد فهو أهل التقوى والمغفرة.
فصل
   وبما أن النظام الاقتصادي الاسلامي ركازه الاقوى هوالزكاة. فيصبح البحث فيها من هذه الوجهة من النظر اليها واجبا  على  علماء هذه الامة وجوبا يؤثم تركه كل الأمة لما لا يقوم به بعضها. و ذلك إذا فهمت عنا المسألة فكانت من النضج أن تزاحم  الأمم الراقية في علومها و سلطانها و مجدها الحاضر.


 Dr.H.T





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire